لا يزال سجل قطر بشأن حقوق العمال الأجانب مثار اهتمام وتدقيق كبار كتاب ومحرري كرة القدم، في وقت تجتاح فيه الاحتجاجات دول العالم لمكافحة العنصرية، والدعوة للمساواة بين الأجناس، عقب وفاة المواطن الأميركي من أصل إفريقي جورج فلويد.
وبينما لم يتبقى سوى عامين على انطلاق بطولة كأس العالم لكرة القدم لعام 2022، قد يكون الوقت مناسبا للحديث عن المونديال، حسبما يقول بارني روناي كبير محرري الرياضة في صحيفة "الغارديان" البريطانية.
وتساءل روناي، في مقال له، قائلا: "في الوقت الذي تناشدنا فيه الفيفا أن نأخذ في الاعتبار عدم المساواة، كيف تبدو قطر 2022 هذه الأيام؟".
وقال: "ليس هناك جدوى من تجميل الصورة الآن. فالبطولة العالمية، التي على بعد عامين من الآن، أصبحت اختبارا لنظام الكفالة" الذي شنت الجماعات الحقوقية والعمالية حملات ضده، على مدى سنوات.
ويجبر هذا النظام 1.6 مليون وافد يعملون في قطر، أغلبهم من الآسيويين، على طلب موافقة صاحب العمل على تغيير وظائفهم أو مغادرة البلاد، وهي إجراءات تقول الجماعات إنها تجعل العمال عرضة للاستغلال.
وقد وصف الاتحاد الدولي لنقابات العمال مثل هذه الممارسات من العمل بأنها "شكل من أشكال العبودية الحديثة".
وأضاف كبير محرري الرياضة في صحيفة "الغارديان"، قائلا إن أماكن كأس العالم اللامعة والرائعة تشيد بكفاءة قوة العمل "المستعبدة" من البنغاليين والنيباليين والهنود وغيرهم من المهاجرين العاملين على تنفيذ هذا المخطط العالمي. وتابع "بينما تشير الأرقام الرسمية إلى خلاف ذلك، لكن من يراقبون الوضع يشيرون إلى وقوع آلاف القتلى على طول طريق مونديال 2022. فهل يجب أن نجلس في هذه الساحات لمشاهدة كرة القدم بعد ذلك؟".
وجاء في إحصائية للاتحاد الدولي لنقابات العمال، أنه حتى يونيو 2015 توفي 1200 شخص في مشاريع تتعلق بكأس العالم الذي فازت قطر بتنظميه في ديسمبر 2010.
وفي عام 2019، قالت الحكومة النيبالية إنه منذ عام 2010 بلغ عدد الوفيات بين مواطنيها في قطر 1426 شخصا. ويشارك 30 ألف من العمال الوافدين بشكل مباشر في مشاريع بناء منشآت كأس العالم.
تجدر الإشارة إلى أن قطر أدخلت إصلاحات، العام الماضي، على قوانين عمل الأجانب، مثل حظر نظام الكفالة. لكن هذه الإصلاحات توصف بأنها سطحية. كما قالت منظمة العفو الدولية، في تقرير لها، إن "نظام الكفالة ما زال راسخا في مكانه".
وهذا الأسبوع، كشفت منظمة العفو الدولية أن العمال المهاجرين لم يحصلوا على أجورهم من شركة قطرية خاصة، لمدة تصل إلى سبعة أشهر، أثناء بناء استاد البيت، وهم غير قادرون على تغيير وظائفهم أو مغادرة البلاد.
وفي مقال له، الجمعة، شن مارتن صامويل الكاتب الإنجليزي الشهير بصحيفة "ديلي ميل" هجوما على الدوحة، واصفا ما تفعله السلطات القطرية بالعاملين في بناء ملعب "البيت" الذي ستقام فيه بعض مباريات كأس العالم لعام 2022 بـ"العبودية الحديثة".
والخميس الماضي، قالت منظمة العفو الدولية إن العاملين في شركة قطر ميتا كوتس، التي تعمل في بناء استاد البيت، ظلوا شهورا بلا أجور، في واقعة تبرز عدم كفاية معايير رعاية العمال.
وفي تقرير لها، قالت المنظمة إن حوالي 100 عامل بشركة قطر ميتا كوتس ظلوا فترة تصل إلى سبعة أشهر بلا أجور، ولا يزال لهم مستحقات لم تصرف.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق